نبذة عن حياة الكاتب
معجم الأمثال في القرآن الكريم

المُقَدّمَة (2)
بسم الله الرحمن الرحيم
المُقَدّمَة
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ *} [الزُّمَر: 27]
وقال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ *} [الرُّوم: 58].
وقال تعالى: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ *} [إبراهيم: 25].
وإنه لواضح من هذه الآيات الكريمة أن الأمثال في القرآن الكريم إنَّما يضربها الله (تبارك وتعالى) للناس - لجميع الناس - وليس للمؤمنين وحدهم، لتذكِّرهم وتعظهم بما تحمل من تصوير للنماذج البشرية المتنوعة، وبما تقدم من الأدلة العقلية والبراهين الحسِّية التي تهدي جميعها إلى الإيمان والعمل الصالح..
ولعلَّ في تقديم المثل للناس ما يساير نفوسهم، ويوافق أمزجتهم، ولكن هنا - في القرآن - مع الضبط والتوجيه الصحيحين. فواقع الحياة البشرية يدل على أن الناس قد درجوا في حياتهم على استعمال الأمثال بما يعبِّر عن أفكارهم ومشاعرهم، حتى صار المثل صنو الحكمة الشعبية، واعتادوا على الاستعانة به، وهو يجري على الألسنة قولاً وكتابة، حتى ظهر ثمرةً للتجارب الإنسانية، وتجسيداً للأفكار التي آمنت بها كل جماعة في مرحلة من مراحل حياتها.
وقد تدرجت الأمثال مع الزمن فارتقت في أحيان كثيرة إلى مرتبة الأعراف التي يحتكم إليها الناس في تعاملهم مع بعضهم، وفي إقامة علاقاتهم فيما بينهم، وذلك في الحدود التي تتناولها تلك الأعراف، وبخاصة التي تعبِّر الأمثال عن مصداقيتها، وفِعْلِ تأثيرها. ولذلك كانت الاستعانة بالأمثال دوماً إما لتوضيح فكرة، أو تقريب معنى، أو للدفاع عن رأي، أو الاستشهاد بموقف.
ومن عجيب ما يُلاحَظُ، اهتمامُ الناس بالأمثال التي ابتكروها - وهي مما لا يُحصى لكثرة تنوعها - والتي جعلوها تدور على ألسنتهم، وتماشي وقائع كثيرة في حياتهم، وذلك في الوقت الذي يهملون الأمثال التي ضربها الله العزيز الحكيم في القرآن المبين، وعلى لسان رسوله الكريم، ساهين أنه سبحانه قد ضرب لهم من كل مثلٍ، وأنَّ له تعالى المثل الأعلى، وأنه قد أحاط بكل شيء علماً. فلماذا أيها الناس تتمسكون بالذي هو دون، وتتخلون عن الذي هو خير؟ ويقيناً إن معرفة واستعمال الأمثال في القرآن الكريم أكثر خيراً وفائدة للإنسان، وإن عدم الاهتمام بهذه الأمثال لدليل على عدم معرفة عظمتها، وعلى جهل كثيرين من الناس لها. فإذا كان الناس يألفون بحكم العادة الأمثال التي درجوا عليها، والتي هي، في الأصل، من صنع الإنسان، وبنات أفكاره ومشاعره، فالأولى بهم أن يتعرَّفوا على ما ضربَ لهم خالقهم وبارئهم من أمثال في كتابه المجيد، حتى يتبين لهم فعلاً الحقُّ الذي تحمله هذه الأمثال، وما تهدي إليه، لا سيما وأنَّ فيها شمولية لكل شيء، سواء فيما تحكي عن أخبار الأمم الغابرة، أو بما تنير به سبل الحياة - في حال تطبيقها على أرض الواقع - أو بما تزود به من الحكمة، أو بما تعمل به من توسيع الأفكار وتقوية الحجة والبرهان.. والتي من شأنها جميعاً، في حال اتّباعها والعمل بوحيها، أن تجعل الحياة الدنيا سويّةً، وتقود إلى الفوز في الآخرة.
والحقيقة أن موضوعات الأمثال في القرآن الكريم كثيرة ومتنوعة ومتشعبة، بحيث لا يمكن التعرّض لها جميعها، لما يلزم لهذا الأمر من البحث، والتمحيص، والتدقيق وسعة الجمع والتأليف، ولذلك اقتصرنا على الآيات التي تحدِّد بذاتها أمثالاً، أو التي ظهر فيها التشبيه، أو التي ورد فيها لفظة «مثل» أو «كاف التشبيه»، أو ما دلت عليه الاستعارة، أو القياس التمثيليّ، فنكون قد أتينا على ذكر المثل الملفوظ[*] كاملاً، ولم نتعرض إلى المثل الملحوظ[*].. كما حاولنا أن نجمع تحت عنوانٍ واحدٍ الآيات التي تتناول موضوعاً معيناً، أو أحوال فئةٍ من الناس مثل المؤمنين، أو الكافرين، أو المنافقين.. أو الموضوع الذي يبرز صفات الجنة أو النار، أو الحياة الدنيا... إلخ، وفي بعض أجزاء العنوان الواحد رأينا أن نضيف بعض الآيات التي تسبق أو تعقب الآية التي تحمل المثل القرآنيّ، أو أن نوضِّح ما قد ترمي إليه هذه الآيات من مقاصد حتى يأتي السياق متكاملاً، فيظهر المثل القرآنيّ بكل تجليات مضامينه ومدلولاته، لأن المثل - عامة - والمثل القرآنيّ - خاصة - يعتبر أرفع أنواع البلاغة، بما فيه من إيجاز لفظ، وإصابة معنى، وحسن تشبيه، وجودة كناية.
بيد أنه لا تتجلى عظمة الأمثال في القرآن الكريم إلا في سياق السورة الموجودة فيها، وفي الموضع المرسوم لها بين آيات هذه السورة، فتبدو في موضعها الطبيعيّ تشع بالحقائق المحسوسة التي تريد إبرازها لتجعلها في متناول الإنسان - فهماً وعظة وحكمة - ودائماً في بيان معجز، وترتيب دقيق، وفي منتهى البلاغة والفصاحة.
ولا بدَّ في ختام هذه المقدمة من الإشارة إلى أن قصدنا من وراء هذا العمل، وإخراج هذا المعجم إلى حيز التنفيذ - وطبعاً ممَّا قدَّرنا عليه ربُنا ومولانا الكريم، وأعانَنَا به على جمع الأمثال في كتابه المجيد ومحاولة تفسير مضامينها - إنما كان لتوفير الوقت والجهد على القارئ العزيز، وعلى الإنسان المؤمن، والداعي إلى سبيل ربه تبارك وتعالى بالموعظة الحسنة.. لكي تتيسَّر الإفادة من هذه الأمثال التي أرادها الله جلت عظمته نوراً للهداية، وسبيلاً من سبل الفوز والفلاح في الدارَين.
وفقنا الله تعالى إلى طاعته ومرضاته، وتقبَّل منا هذا العمل المتواضع الذي يحمل بعض الأفكار الإسلامية بما يتوافق ومعاني كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم (صلى اللَّه عليه وآله وسلَّم) والذي يقدِّم جزءاً، ولو يسيراً جداً، ممّا جاء به الدين الحنيف من خير وصلاح لكافة الناس.
والله وليُّ التوفيق.
فَصل تَمهيدي
المثَلْ
نشأتهُ - مَعانيهُ - أنواعهُ - فَوائدهُ - خصَائصهُ – أهْدَافهُ


مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢