نبذة عن حياة الكاتب
العبادات

الـمرابطـة
المرابطةُ: هي الإقامةُ بإزاء العدو، أو قبالته لحماية الثغور، ومنعه من تعدّي حدود البلاد الإسلامية. وقد رغّب الإسلام في حماية هذه الثغور أو الحدود، وأمر بإعداد الجنود لإقامتهم مراقبين يقظين على امتداد حدود البلاد ليكونوا القوةَ الحاميةَ للبلاد الإسلامية وليفعلوا ما يرونه مناسباً إذا بدت لهم تحركات من العدو.
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ *} [آل عِمرَان: 200].. فقد أطلق على ملازمة الثغور - لأجل الجهاد في سبيل الله - الرِّباط أو المرابطة «ورابطوا».
وأقلّ مدة المرابطة ثلاثة أيام، وأكثرها أربعون يوماً، فعن محمد الباقر (عليه السلام) قال: «الرباط ثلاثة أيام، وأكثره أربعون يوماً. فإذا كان ذلك فهو جهاد»(+).
وقد جاء في فضل الرباط أحاديثُ، ومنها:
روى مسلم عن سلمان قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «رباطُ يوم أو ليلةٍ في سبيل الله، خيرٌ من صيامِ شهرٍ وقيامه، فإن مات جرى عليه عمله الذي يعمله، وأجري عليه رزقَه وأمِنَ الفتّان» (+). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «كلُّ ميت يختم على عمله، إلاَّ الذي مات مرابطاً في سبيل الله فإنه يُنَمَّى عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر» (+). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «كلّ عمل منقطعٌ عن صاحبه إذا مات إلاَّ المرابط في سبيل الله فإنه يُنمى له عمله ويجري عليه رزقه إلى يوم القيامة» (+) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «رباطُ يومٍ في سبيل الله خيرٌ من ألف يوم فيما سواه من المنازل» (+).
والرِّباطُ لا يكونُ لأَحدِ سببين:
الأول: الإقامةُ على الحدود لمجرد الاستطلاع، والتعرف على نوايا العدو وتحرّكاته لمعرفة ما ينويه ويريده من عدوانٍ أو غير ذلك؟.
الثاني: التأكدُ فيما إذا كان العدوّ ينوي العدوان قطعاً، ويعبّئ قواه، ويعدُّ عدته للهجوم، أم لا؟.
ففي الحالة الأولى يكون الرباطُ مستحبَّاً استحباباً مؤكداً. ويبقى المرابط من ثلاثة أيام إلى أربعين. ومن الفقهاء من قال: من الساعة إلى أربعين يوماً. ثم يعود إلى أهله ويحل مكانَه غيرُه. وأَجْرُ هذا الرباط عند الله تعالى كأجر الجهاد في سبيله عزَّ وجلَّ.
وفي الحالة الثانية يكون الرباطُ واجباً، لأنه يدخل في الجهاد والدفاع عن الإسلام والمسلمين.
فالرباط في كل حال حراسة لحدود الدولة الإسلامية، وهو ضروري من أجل سلامتها وأمنها. والإسلامُ قد فرض إقامة العيون والأرصاد حول دولته، بأمرٍ من الله عزَّ وجلَّ الذي أنزل آية المرابطة، والذي أراد من المسلمين أن يكونوا دائماً في حالة تأهُّبٍ واستعدادٍ للدفاع عن دينهم وبلادهم.

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢