نبذة عن حياة الكاتب
قصص الانبياء في القرآن الكريم
الطبعة : الطبعة السابعة
المؤلف : سميح عاطف الزين
فئة الكتاب : سيرة
عدد الصفحات : ٦٩٢
تاريخ النشر : ٢٠٠٥
الفهرس (اضغط على الرابط للقراءة)

المقدمة
القصص
القصّة
خرق النواميس
المنـامات والـرُّؤَى
القصص الديني والتاريخ
التكوين
نظام الزوجية
هل يوجد آدم واحد أو أكثر؟
آدم عليه السلام
السور القرآنية وموضوعاتها
إدريس (عليه السلام)
نوح (عليه السلام)
الأسلوب القرآني المعجز بوضوحه وقوته وجماله
هود (عليه السلام)
القرآن هو المثاني وفاتحة الكتاب هي السبع المثاني
صالح (عليه السلام)
قصة ثمود والإيجاز في القرآن الكريم
1 - ولادة إبراهيم عليه السلام
2 - إبراهيم وأبـوه آزر(+)
3 - إبراهيم والنبوَّة
4 - إبراهيم عليه السلام وقومه المشركون
5 - تحطيم الأوثان والأصنام
6 - معجـزة الله العظمى
7 - الهجرة إلى فلسطين من بلاد الشام
8 - الارتحال إلى مصر
9 - إبراهيم وولده إسماعيل (عليهما السلام)
10 - البلاء المبين
11 - إبراهيم (عليه السلام) والبُشـرى
12 - بناء الكعبة الشريفة
الأحرف وأهميتها في فهم قصص القرآن الكريم
لوط (عليه السلام)
إسحـق (عليه السلام)
يعقـوب (عليه السلام)
يوسف (عليه السلام)
أيوب (عليه السلام)
شعيب (عليه السلام)
مـوسى وهارون (عليهما السلام)
ذو الكفل (عليه السلام)
داود (عليه السلام)
سليمان (عليه السلام)
الأنبياء بشر يتكاملون
إلياس (عليه السلام)
إليسع (عليه السلام)
يونس (عليه السلام)
زكريا (عليه السلام)
يحيى (عليه السلام)
مريم بنت عمران عليها السلام
عيسى (عليه السلام)
عيسى والروح الأمين (عليهما السلام)
المسيح بين كونه إنساناً أم إلهاً من أهداف قصص الأنبياء في القرآن الكريم
المـراجع
هوامش

هوامش
(+) يقطع الضوء 300 ألف كلم في الثانية.
(+) وهذا ما جعل كلمة «سديم» هي الشائعة في علم الفلك. ومعناها الضباب أو الغيم.
(+) الإهليلجي: المنسوب إلى الإهليلج. أي البيضي الشكل. يقال: عقد إهليلجي، مدار إهليلجي والإهليلج: شكل يقال له القطع الناقص وهو المحل الهندسي لنقطته تتحرك في مستعد بحيث يكون مجموع بُعديها عن نقطتين ثابتتين فيه يساوي طولاً معلوماً.
(+) {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} [الإنسَان: 2] سورة الإنسان.
المسافة بين النطفة في خصية الرجل وبويضة المرأة حتى يجتمعا معاً مسافة بعيدة. ففي الأنثى تتكوَّن البويضة منذ كانت هي جنيناً في بطن أمّها.. وتنمو ببطء شديد، ثم تتوقف فترة طويلة من الزمان... ثم يبدأ نموّها مرة أخرى بعد البلوغ.
وتنزل الأنثى بويضة واحدة كل شهر لا تتوقف منذ البلوغ إلى سنّ اليأس إلا عند حدوث الحمل. أمّا في الذَّكرَ فإن خلايا الخصيَة تظلّ هامدة حتى سن البلوغ. عندها تستيقظ من رقدتها وهجعتها الطويلة وتبدأ في إخراج ملايين الحيوانات المنويّة. وتحتاج الخصية إلى ستّة أسابيع تقريباً حتى يكتمل فيها نمو الحيوان المنويّ. فإذا ما التقى الحيوان المنويّ (نطفة الذكر) بالبويضة (نطفة الأنثى) ولقَّحها بأمر الله.. تكوَّنت عندئذٍ النطفة الأمشاج المختلطة من ماء الرجل وماء المرأة. وتحتاج إلى أسبوع تقريباً حتى تبدأ في العلوق في جدار الرحم، ويتم علوقها وانغرازها في يومين. فتكون مرحلة استقرار النطفة الأمشاج أربعين يوماً كاملة.
(+) فتلقى آدم (عليه السلام) من ربّه كلمات: قيل هي: «اللهُمَّ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ربِّ إني ظلمتُ نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين. اللهُمَّ لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربِّ إني ظلمتُ نفسي فارحمني إنك خير الراحمين. اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، ربِّ إني ظلمت نفسي فتُب عليَّ إنك أنت التواب الرحيم».
(+) فدلاَّهما بغرور: أي أوقعهما في المكروه، وأهبطهما من الجنة إلى الأرض. بَدَتْ لهما سوءآتهما: أي ظهرت لهما عوراتهما، فرأى كلُّ واحد منهما عورةَ صاحبه. وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة: أي أخذا يجمعان من ورق الشجر في تلك الجنّة التي كانا يعيشان فيها ليسترا سوءاتهما. إنه يراكم هو وقبيلُهُ من حيث لا ترونهم: أي أن الله سبحانه وتعالى جعل الشيطان وذرِّيته وأتباعه من الجن يرون بني آدم بينما بنو آدم لا يرونهم. قال أحد الصالحين: «واللَّهِ إنَّ عدواً يراك من حيث لا تراه لشديد المؤونة إلا من عصم الله»، وينبغي علينا أن نكون على حذر دائماً وأبداً في ما نجده في أنفسنا من الوساوس التي هي من فعل الشيطان وأتباعه!.
(+) جبلاًّ كثيراً: أي خلقاً كثيراً، والذين جُبِلوا على خليقة: أي طُبِعوا عليها. وأصل الجبِلِّ الطبع.
(+) لقد حاولنا بهدي من الله تعالى وببركة رسولالله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نتناول تفسير القرآن بما يُعرف بـ «التفسير الموضوعيّ» فجاء في اثني عشر مجلداً تناولت موضوعات وصوراً مما يحتويه القرآن الكريم، وهي ليست في الحقيقة إلا قليلاً من كثير، لأن باستطاعة كل إنسان قادر على التفسير الموضوعيّ أن يتناول موضوعات وصوراً غيرها، ويظل بإمكانه أن ينهل من هذا المعين العذب الذي لا ينقطع ما دام القرآن قائماً أبداً. وإنك لتجد أيها القارىء الكريم شرحاً مستفيضاً عن «التفسير الموضوعيّ» في كتابنا «أصول الفقه الميسر».
(+) اللأواء: الشدة.
(+) أورده البخاري ومسلم والترمذي.
(+) الزُّبى: الرابية التي لا يعلوها الماء.
(+) النوى: الوجه الذي ينويه المسافر من قربٍ أو بُعد.
(+) أغطش: أظلم، وبغشٍ: المطر الخفيف.
(+) الإرزيز: البرد.
(+) الوجر: الخوف.
(+) الأفكل: الارتعاد.
(+) أرْش: ديةُ إحدى الجراحات.
(+) صحيح مسلم الجزء الثالث، باب الجهاد رقم 1751.
(+) الزهراوين أي المشرقتين، ويقال في اللغة: زهَّرت النار: أي أضاءت، وقصَدَ بهما سورتي البقرة وآل عمران.
(+) وقد زاد على ما أوجز في قصة ثمود بقوله تعالى: {وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا *} [الشّمس: 15] بحيث إنّ كل حاكم عادل إذا أنزل حكماً متعلقاً بعدد كبير من الناس تراه يتخوّف من نتائج وعواقب هذا الحكم، بينما الله سبحانه وتعالى حكم ونفّذ ولم يخفْ من عواقب الحكم لأنه هو الله العزيز الحكيم.
(+) يرى بعض المؤلفين أن آزر هو عم إبراهيم أو جده لأبيه، وأن أباه كان يدعى «تارح» أو «تارخ». ويستندون في هذا الرأي إلى استعمال القرآن الكريم لفظة «الأب» للوالد والعم. ويأتون بدليلٍ على ذلك وهو أنَّ الله ـسبحانهـ نهى إبراهيم أن يستغفر لأبيه آزر بعد أن اختار طريق الضلال، في حين أن إبراهيم، يدعو في آخر حياته الكريمة بالاستغفار لوالديه. وذلك في الآية الكريمة {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} [نُوح: 28]. وهذا يعني أنه لم يستغفر لآزر طالما أنه نهي عن الاستغفار له، فيكون طلب الاستغفار في الآية لأبيه الحقيقيّ.
ونحن نرى أن آزر هو أبو إبراهيم الحقيقيّ، وذلك بالدليل القرآنيّ، وبالدليل العقليّ:
ـ فمن حيث الدليل القرآنيّ، وردت الآيات التي يخاطب فيها إبراهيم آزر بتعبير يا «أبتِ» كما جاء في «سورة مريم» أو في غيرها من السور. فلِمَ نؤوِّل اللفظ القرآنيّ، ولا نعطيه معناه الواضح والصريح؟
ـ ومن حيث الدليل العقليّ، فلو سلَّمنا جدلاً بأن آزر لم يكن الأبَ الحقيقيَّ لإبراهيم، فيجب بالمقابل أن نبين من هو هذا الأب، وماذا كان مصيره، هل توفي حتى صار إبراهيم في كفالة عمه أو جده آزر؟ ثم لماذا توجدُ أمه الحاملُ في بيت حميها أو في بيت أخي زوجها؟ فإذا انعدم بيان هذه الأسباب، بالدليل، صحّ اعتبار آزر الأبَ الحقيقيّ لإبراهيم، لأنه أقرب إلى الوقائع والأحداث التي مرت في حياة إبراهيم (عليه السلام) ، وأقرب إلى السياق القرآنيّ، في كل مرة يرد فيه ذكر «آزر» مقروناً بتعبير «الأب» كما في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَِبِيهِ آزَرَ} [الأنعَام: 74] والله تعالى أعلم.
(+) جذاذاً: قطعاً قطعاً.
(+) ممضة: موجعة.
(+) سميت بكة لأن الناس يبكُّون فيها أي يزدحمون.
(+) الأنام: الناس.
(+) يألهون إليه: يلوذون إليه بلهفة.
(+) الاذعان: الانقياد والتسليم.
(+) سمّاعاً: سمعوا دعوته.
(+) وفادته: زيارته.
(+) النتائق: البقاع المرتفعة. ومكة مرتفعة لما انحطَّ عنها من بلدان.
(+) المدر: قطع الطين اليابس.
(+) رمال دمنة: لينة يصعب السير فيها، والاستنبات.
(+) وشلة: قليلة الماء.
(+) لا يزكو بها خف: لا ينمو بها جمل.
(+) ولا حافر ولا ظلف: تعبير عن الخيل وما شاكلها، وعن البقر والغنم.
(+) ثنوا أعطافهم: مالوا وتوجهوا إليه.
(+) منتجع الأسفار: محل الفائدة منها.
(+) ملقى رحالهم: نهاية رحلتهم.
(+) الرمل: أسرع من السير، وأبطأ من الجري.
(+) الأشعث: المنتثر الشعر مع تلبد فيه، والأغبر: الذي ملأ الغبار بدنه فظهر عليه.
(+) السرابيل: الثياب.
(+) إعفاء الشعور: ترك الشعر بلا قص أو تقصير.
(+) المشاعر: جمع مشعر، وهو موضع أداء مناسك الحج.
(+) القرار: المطمئن من الأرض.
(+) جم الأشجار: كثيرها.
(+) ملتف البنى: كثير البنيان.
(+) البرَّة السمراء: أجود أنواع الحنطة.
(+) الأرياف: الأراضي الخصبة.
(+) العراض: الأرض الخالية من البناء.
(+) المغدقة: من أغدق المطر أي كثر ماؤه.
(+) الريب: الشك، يقال: نفى معتلج الريب أي أزال تلاطم الريب والشكوك من صدور الناس.
(+) الفتح: أي مفتوحة واسعة.
(+) «وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّهُ بكلمات فأتمهن»: أي اختبر الله إبراهيم بأن عهد إليه بأعمال فقام بها على وجه التمام والكمال، فقال له ربه إني جاعلك للناس إماماً. «ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه»: أي لا يعرض ويتخلى عن منهج إبراهيم إلا من أهمل نفسه وأضلها. الرغبة: المحبة لما فيه للنفس منفعة. ورغبتُ فيه ضد ورغبتُ عنه. والرغبة والمحبة والإرادة هي نظائر. ونقيض الرغبة: الرهبة. ونقيض المحبة: البِغضة. ونقيض الإرادة: الكراهة. أسلمتُ لرب العالمين: أخلصتُ الدين لربِّ العالمين.
(+) حنيذ: أي مشويّ.
(+) إن إبراهيم كان أُمَّةً: سماه الله أُمَّة أي قوام الأُمة، فجعله قدوةً ومعلماً للخير. والرجل العالم يقال له أُمَّة. وعمل إبراهيم كان عمل أمَّة أي جماعة. يقال: جامعاً الشمائل الحسنة. قانتاً: أي مطيعاً له، دائماً على عبادته. حنيفاً: مستقيماً على الطاعةـ طريق الحق.
(+) «أراغب أنت عن آلهتي»: أي أمُعرض أنت يا إبراهيم عن عبادة الأصنام وتارك لها وزاهد فيها، لئن لم تنته لأرجمنك: أي لأرمينك بالحجارة، واهجرني ملياً: أي اجتنبني وفارقني دهراً طويلاً.
(+) جُذاذاً: أي فجعل أصنامهم قِطعاً قِطعاً.
(+) «فأقبلت امرأته في صرَّةٍ»: أي فلما سمعت امرأته سارة البشارة أقبلت في ضجةٍ، والصَّرة: شدَّة الصياح وهو من صرير الباب. «فصكت وجهها»: أي جمعت أصابعها فضربت جبينها تعجُّباً.
والصك: ضرب الشيء بالشيء. ومنه تصكُّ ركبتا الرَّجُل.
(+) القالين: أي من المبغضين. يقال: قلاهُ قلىً: أبغضه.
(+) «قدّرناها من الغابرين»: أي جعلناها من الباقين في العذاب.
(+) الغابرين: الغابر: الباقي قليلاً بعد ما مضى، وهنا المقصود امرأة لوط أنها بقيت قليلاً بعد هلاك قومها. ومن الغابر الغبار: لأنه يبقى بعد ذهاب التراب قليلاً.
(+) حاصباً: ريحاً فيها حصباء، فنقول حصبتهم الريح، أي رمتهم بالحجارة والحصباء.
(+) وقيل إن اسم «إسرائيل» ليس مشتقاً من السير في الليل، بل هو مركب من: كلمتين: إسر (ومعناها العبد) وإيل (ومعناها الإله، أي الله) فيكون اسم إسرائيل: عبدالله.
(+) رأى يوسف (عليه السلام) الحلُم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وكان بين رؤياه وبين ذهاب أبيه وإخوته إليه في مصر أربعون سنة. أرادت زليخا امرأة العزيز إيقاع يوسف (عليه السلام) في الفاحشة، عندما كان يعيش في بيتها، فأغلقت الأبواب التي تؤدي إلى غرفتها وأقبلت عليه وهي تقول: هيّا وبادر إلى ما هو مهيَّأ لك. فقال يوسف: أعتصم بالله وأستجير به مما تدعينني إليه. إن الله ربي رفع من مقامي وأحسن إليَّ وجعلني نبياً فلا أعصيه أبداً. ولقد همَّت به جذباً إليها وهمَّ بها دفعاً عنه حين رأى برهان ربَّه (والبرهان هو عصمة الأنبياء: أي منعهم وحفظهم فهي إذن ما حفظ به الله أنبياءه). وتقديرها: ولولا أن رأى برهان ربِّه لهمَّ بها. ولكن البرهان موجود في عقله وقلبه قبل الاجتماع بها وأثناء الاجتماع وبعده.
ونظيرها قوله تعالى بخصوص يونس (عليه السلام) : {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ *} [الصَّافات: 143-144] أي كان يونسُ (عليه السلام) مسبِّحاً لله قبل أن يلتقمه الحوت، وعندما التقمه، وبعد أن نبذه في العراء. و(لولا) في كلتا الآيتين هي حرف امتناع لوجود، أي امتناع الأمر لوجود العصمة. لما تأكد الزوج من خيانة زوجته لم يثُرْ ولم يغضب حتى ولم يصرخ في وجهها لأنَّه فرضت عليه عادات الطبقة الحاكمة ـ وهو أحد رؤوسها ـ أن يواجه الموقف بحذر وتنازل فاكتفى بالقول «إنه من كيدكن».
فقد نسب ما فعلته امرأته إلى كيد النساء عموماً، بأن صرَّح بأن كيد النساء عظيم. وهكذا سيق الأمر كما لو كان ثناءً. ولا نحسب أن يسوء المرأة أن يقال لها إنَّ كيدها عظيم فهو دلالة في حسها على أنها أنثى كاملة مستوفية لمقدرة الأنثى على الكيد. وبعدها، التفت الزوج إلى يوسف قائلاً له: يوسف، أعرض عن هذا. أي أهمل هذا الموضوع ولا تُعِرْهُ اهتماماً ولا تتحدث به. هذا هو المهم بنظره، أي المحافظة على الظواهر، وعدم إفشاء السر. أضغاث أحلام: رؤيا لا يصح تأويلها لاختلاطها وتشويشها. حصحص الحق: بانَ وظَهَرَ. سنراود عنه أباه: أي سنتغلَّب على إرادته حتى نُخرجه معنا. قال يعقوب: «يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة»: فسر البعض قوله بأنه خاف عليهم العين لأنهم كانوا ذوي جمال وهيبة وكمال وهم عدة إخوة من أب واحد. «ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله»: أي ما كان يمكنه أن يأخذه بحسب حكم ملك مصر وقضائه وأن يحبسه، إلا بواسطة تلك المكيدة التي دبَّرها والتي أجازت له استبقاء أخيه إلى جانبه، كما قدَّر الله تعالى ليوسف (عليه السلام) أن يعمل. خلصوا نجيّاً: أي انفردوا عن الناس من غير أن يكون معهم من هو ليس منهم، وذلك لكي يتشاوروا في ما يعملون عند ذهابهم إلى أبيهم من غير أخيهم في حال قرروا الرجوع إلى ديارهم أو البقاء في مصر لأنهم أعطوا أباهم موثقاً من الله أن لا يفرِّطوا بأخيهم الصغير كما فرَّطوا بأخٍ له من قبل. حتى تكون حرضاً: أي تكون مشرفاً على الهلاك. بضاعة مزجاة: أي بضاعة قليلة لا توازي قيمتها البضاعة التي طلبوها. لا تثريب عليكم اليوم: أي لا توبيخ ولا تعيير ولا تقريع عليكم الآن في ما فعلتم من قبل. لولا أن تفندون: أي لولا أن تضعّفوني في الرأي.
(+) اركض برجلك: أي ادفع برجلك الأرض. وخذ بيدك ضغثاً: أي ملء كفك من الأغصان اليابسة.
(+) لا يجرمنَّكم: أي لا يدفعنَّكم، أو يجبِرَّنكم. الرهط: أي قومه وقبيلته.
(+) العقيان: نوع من الحجارة الكريمة.
(+) خصاصة: حاجة.
(+) عدلٌ: أي فدية، وإنما سمي الفداء عدلاً لأنه يعادل المفتدى ويماثله. حِطَّة: أي حُطَّ ذنوبنا، وهو تواضع وأمر بالاستغفار. الصابئين: أي كل من انتقل من دينه وصَبَا وحَنَّ إلى دين آخر، فكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره، سمي في اللغة: صابئاً. نكالاً: تذكرة وعبرةً. فادَّارءتُم: أي اختلفتم فيها، وأصل الدرء الدفع، وفي الحديث: ادرؤوا الحدود بالشبهات، ومنها قوله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} [النُّور: 8] أي يبعده. أمانيَّ: أي أحاديث مختلفة فيها أمانيّ قد لا تتحقَّق. أحرص الناس على حياة: أي أحرص الناس على البقاء في الدنيا. وكان حرصهم أشد من حرص الناس جميعاً.
(+) حقيقٌ عليَّ: أي واجبٌ عليَّ أن لا أقول إلاَّ الحق. مُتَبَّر: أي مُدَمَّر. ولما سُقط في أيديهم: أي فلما ظهر فساد رأيهم ومعتقدهم ولحقتهم الندامة. فتنتك: أي أن الرجفة ما هي إلا اختبارك وابتلاؤك: أي تشديدك في التعبد والتكليف وأمر بالصبر على ما أنزلته بنا.
(+) يعدلون: أي يحكمون بالحق والعدل. انبجسَ: أي خرج الماء الجاري بقلَّة ثمَّ أخذ يتسع حتى يصير إلى كثرة. القرية التي كانت حاضرة البحر: هي إيلات، وقد كانت تدعى: أيلة، سابقاً. يعدون في السبت: أي يظلمون ويعتدون فيه بصيد السمك إذ تأتيهم حيتانهم ظاهرة على وجه الماء رافعة رؤوسها لأنها كانت آمنة يومئذٍ، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم، وقيل إنهم كانوا يلقون الشباك في الماء يوم السبت حتى يقع فيها السمك ثم يخرجون الشباك يوم الأحد. «كونوا قِرَدَة خاسئين»: أي أنَّ الله سبحانه وتعالى مسَخهم وجعلهم قِرَدة مبعدين مطرودين ثم أهلكهم جميعاً بعد حين ولم يتناسلوا قط. والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن الله تعالى لم يمسخ شيئاً وجعل له نسلاً وعقباً.
(+) ننجيك ببدنك: أي نخرج بدنك من البحر سالماً لتكون آية لمن بعدك. وهذه الآية قد ظهر إعجازها في القرن العشرين عندما أوشك بدن فرعون الموجود في متحف القاهرة أن يهترىء فهيَّأَ الله له طبيباً فرنسياً نقله إلى فرنسا وأعاد تحنيطه وأرجعه إلى متحف القاهرة. فظل بدن فرعون: الآية التي أرادها الله تعالى للناس قائمة لآلاف السنين حتى يدركوا معاني قدرة الله تعالى.
(+) الوِرْدُ المَوْرُودُ: الوِرْدُ هو الذي يخمد لهب الصدر ويروي الحشا العطشان بعذب الماء من المنهل السائغ. وأمّا إذا تبدَّل إلى عذاب النار فبِئس الوِرْدُ وبئس المورود. الرِفد المرفود: الرفد هو العطيَّة والأصل في معناه العون، وسميت العطية رفداً، ومرفوداً لأنه عون لأحدٍ من الناس على حوائجه. والمعنى: بئس الرفد رفدهم يوم القيامة، وهو النار التي يُسْجَرون فيها.
(+) فردُّوا أيديهم في أفواههم: أي كأنما وضعوا أيديهم على أفواه الرُّسُل مومئين بذلك إلى أن اسكتوا وكُفُّوا عمَّا تدعوننا إليه.
(+) مثبوراً: أي هالكاً يستحق أن ينادى عليه بالويل والثبور.
(+) مجمع البحرين: هو ملتقى نهر النيل بالبحر المتوسط عند مصبّه. سَرَباً: أي مسلكاً.
(+) يُخبرُ الله تعالى النبيَّ محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) بما يفيد في لهجة الخطاب: هل سمعت بخبر موسى إذ فارق مدين وكان أهله بصحبته ومعه غنم له وبغلة على ظهرها بعض الأثاث فضلَّ الطريق في ليلة مظلمة وتفرَّقت ماشيته، وكانت امرأته في الطَّلق فرأى ناراً من بعيد كانت عند الله نوراً وعند موسى ناراً فقال لأهله أي لزوجته بنت شعيب (عليه السلام) وأولاده: امكثوا، أي الزموا مكانكم. والفرق بين المكث والإقامة أن الإقامة تدوم والمكث لا يدوم، إني أبصرت ناراً لعلّي آتيكم منها بشعلة أو أجد على النار هدى، أي هادياً لأن النار لا تخلو من أهل وأناسٍ عندها. فلما أتاها فإذا النار في شجرة عناب فوقف متعجِّباً من حسن ضوء تلك النار وشدَّة خضرة تلك الشجرة وسمع تسبيح الملائكة، ورأى نوراً عظيماً لله تعالى كما رأى أن الخضرة لم تطفىء النار ولا النار أحرقت الخضرة فنودي: «يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدَّس طوى». فقال موسى: «إني أسمع صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت؟» فقال: أنا فوقك ومعك وأمامك وخلفك وأقرب إليك من نفسك. فعلِمَ موسى أن ذلك لا ينبغي إلا لربه عزَّ وجلَّ وأيقن به. أي وأطلق لساني من العقدة التي هي فيه حتى يفقهوا كلامي. وكان في لسان موسى (عليه السلام) لثغة لا يفصح معها بالحروف، بسبب إحراق لسانه بالجمرة، وذلك أنَّ فرعون أراد قتله لأنه أخذ بلحيته وشدَّها. فقالت امرأة فرعون آسية بنت مزاحم: لا تفعل فإنه صبيّ لا يعقل وعلامة جهله أنَّه لا يميز بين التمرة والجمرة. فأمر فرعون فأحضروا تمرة وجمرة ووضعوهما بين يديه فأخذ موسى الجمرة ووضعها في فيه فاحترق لسانه. فيُسْحِتكُم: أي يستأصلكم. ولا تطغوا فيه: لا تتعدوا فيه فتأكلوه على الوجه المحرم عليكم. أي لا تتجاوزوا الحلالَ إلى الحرام. فإنا فتنّا قومك من بعد انطلاقك وأضلَّهم السَّامريُّ: أي دعاهم إلى الضلال فقبلوا منه وضلُّوا عند دعوته لهم، فأضاف الضلال إلى السامريّ والفتنة إلى نفسه ليدلّ ـ سبحانه ـ على أن الفتنة غير الضلال لأن معنى فتنّا قومك: أي عاملناهم معاملة المختبِر المبتلي الممتحِن ليظهر المخلص منهم من المنافق فيوالي المخلص ويعادي المنافق. لا مساس: أي أن الله تعالى أمر موسى بأن لا يخالط قومُهُ السامريَّ ولا يجالسوه ولا يؤاكلوه، فليس حسابه في الدنيا بل في الدار الآخرة.
(+) «وأزلفنا ثم الآخرين»: أي قرَّبنا فرعون وقومه من البحر حتى دخلوا الطرق التي شققناها فيه، فأغرقناهم.
(+) وأوحينا إلى أم موسى: أي ألهمناها وقذفنا في قلبها أن أرضعيه ما لم تخافي عليه القتل من فرعون وأعوانه. فإذا خفت عليه من القتل الذي أمر به فرعون في بني إسرائيل فألقيه في اليم: أي في نهر النيل ولا تخافي عليه الضياع، ولا تحزني من فراقه، إنَّا رادُّوه إليك سالماً عن قريب وجاعلوه من المرسلين.
وفي هذه الآيات، كغيرها من آيات القرآن الكريم، بلاغة خلَّدها التاريخ. فقد سمع بعضهم بدوية تنشد أبياتاً من الشعر فقال لها ما أفصحك! فقالت أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قالت: أرأيت ما فيه من الفصاحة البالغة؟ ولو قرأت لما قلت لي ما أفصحك.. قال: بالله عليك أشيري لي إلى شيء من فصاحة القرآن، فتلت عليه الآية «وأوحينا إلى أم موسى».. الآية. قال: أين الفصاحة في هذه الآية؟ فقالت: إن الله سبحانه وتعالى وضع فيها خبرين وأمرين ونهيين وبشارتين. اسمع قوله تعالى وهو يخبرنا بقوله: وأوحينا إلى أم موسى، فهذا إخبار من الله لنا بأنه ألهم أم موسى. أن أرضعيه، وهذا أمر. وإذا خفت عليه، أي من القتل الذي أمر به فرعون، فهذا خبر ثان. فألقيه في اليم، فهذا أمر ثانٍ. ولا تخافي، فهذا نهي. ولا تحزني، فهذا نهي ثانٍ، إنا رادوه إليك، فهذا بشارة. وجاعلوه من المرسلين، بشارة ثانية. فيكون الله سبحانه وتعالى قد نسج في هذه الآية الواحدة خبرين وأمرين ونهيين وبشارتين.. «فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه»، أي: أنَّ الإسرائيليَّ الذي كان موسى (عليه السلام) قد خلَّصه بالأمس حين وكز القبطيَّ من أجله، جاء يستعين به على رجل آخر من القبط خاصمه. فقال له موسى: إنك لغويَّ مبين: أي ظاهر الغواية حيث قاتلت بالأمس رجلاً وتقاتل اليوم آخر. «تذودان»: أي تمنعان غنمهما من الورود إلى الماء، فقال لهما موسى: ما خطبكما: أي ما شأنكما وما لكما لا تسقيان مع الناس؟ قالتا: لا نسقي عند المزاحمة حتى ينصرف الناس لأننا لا نطيق المزاحمة، فننتظر فضول الماء، وأبونا شيخ كبير لا يقدر أن يتولى السقي بنفسه ولذلك احتجنا، ونحن نساء، أن نسقي الغنم بعد أن يفرغ جميع الرعاة... «فسقى لهما»: معناه أن موسى (عليه السلام) سقى غنهما ثم تولى إلى شجرة فجلس تحتها من شدة الحر وهو جائع فقال: ربي إني لما أنزلت إليَّ من خير فقير. قال أمير المؤمنين علي (كرم الله وجهه) : «والله ما سأله إلا خبزاً يأكله لأنَّه كان يأكل بقلة الأرض طيلة سيره من مصر إلى مدين». تصطلون: أي تستدفئون. يُعَقِّب: أي لم يرجع إلى ذلك الموضع. اسلك يدك: أي أدخل يدك.
(+) يوم التناد: هو يوم القيامة يوم يُنادى فيه كل أناس بإمامهم. تباب: أي هلاك. لا جرم: أي حقاً منوطاً به.
(+) مقترنين: أي متعاضدين متناصرين. آسفونا: أي أغضبونا.
(+) ترجمون: أي ترموني بالحجارة، ولكن الرجم الذي استعاذ منه موسى (عليه السلام) هو الشتم. واترك البحر رهواً: أي منكشفاً منفتحاً، أي ساكناً على ما هو به إذا قطعته وعبرته، لأن لنا بذلك أمراً، حين نُدخل فيه فرعون وقومه فنغرقهم.
(+) نكال الآخرة والأولى: أي أن الله أغرقه في الدنيا وسيعذبه في الآخرة ليذوق العذابَ والبطشَ في الدارين..
(+) ابن ماجه. كتاب التجارات .
(+) سعائف الخوص: جريد وأوراق النخل.
(+) أوّبي معه: أي يا جبال ردّدي معه التسبيح، أو رجِّعي معه التسبيح. أن اعمل سابغاتٍ: أي اعمل من الحديد دروعاً تامّات. وقَدِّر في السَّردِ: أي عدِّل في نسج الدروع. ومنها قيل لصانعها سرّاد وزرّاد، والمعنى: لا تجعل المسامير دقاقاً فتكسر، ولا غلاظاً فتفلق الحَلَقَ.
(+) نَفَشَت: بفتح الفاء وسكونها: أي انتشرت الإبل والغنم ترعى بلا راعٍ.
(+) صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قوارير: أي صَرْحٌ مُمَلَّسٌ من الزجاج.
(+) رُخاءً: أي ليّنةً سهلةً.
(+) كنز العمال، الجزء الثامن، رقم 24144.
(+) النون: الحوت. وذا النون: أي صاحب الحوت. الظلمات: ظلمةُ بطن الحوت. وظُلمة قاع البحر. وظلمة الليل.
(+) مُحرَّراً: أي خالصاً لطاعتك. حصوراً: أي ممتنعاً عن النساء وعن جميع الشهوات. حصر نفسه عن الشهوات: أي منعها. الأكمَه: أي الذي وُلِدَ أعمى.
(+) إصري: أي عهدي.


مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢