نبذة عن حياة الكاتب
السياسة والسياسة الدولية

مقَدّمة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم


مقَدّمة الكتاب


لقد اختلط على الناس فهم العمل السياسي، بحيث لم يستطيعوا أن يحددوا مفهومًا واضحًا عن السياسة.
كما أن المستعمر نجح نجاحًا كبيرًا في إبعاد المخلصين عن العمل السياسي، لأنه استطاع أن يقنعهم بأن السياسة مكر وخداع ودجل، وأن هذه الصفات لا تليق بأمثالهم، فتخلى بذلك كلُّ مصلح عن رعاية شؤون الأمة، وترك العمل السياسي، بحيث لم يبق مخلص في هذا الميدان، بل ابتعد الكل عن موقع التقرير، مفسحين بذلك في المجال ـــــــ من دون وعي لحقيقة المؤامرة على أمتهم ـــــــ للعناصر الفاسدة العميلة، لكي تقفز إلى الحكم، وتعبث بمصالح الأمة، كما تهوى، ووفقًا لتوجيه أسيادها ومسيِّريها..
ولو أن المخلصين، والمصلحين من أبناء الأمة، تفكروا في أنفسهم، وفيما حولهم، لوجدوا أن عليهم واجبًا مقدسًا لرعاية المصالح العامة في بلادهم، تمامًا كما عليهم واجب رعاية مصالحهم الشخصية، وشؤونهم الذاتية. أي إنه كان يفترض بهم معرفة المبدأ الذي يسيرون عليه، والأهداف التي يسعون لتحقيقها من خلال العمل السياسي الذي تنبغي ممارسته.. وما ذلك إلاَّ لأنَّ لكل فردٍ مجالين للعمل، المجال الخاص في حياته الشخصية، والمجال العام في الحياة العامة، وهذا المجال الثاني ميدانه، العمل السياسي.
وكما الأفراد، فكذلك الدول في عملها السياسي. فهي ترعى مصالح رعاياها في الداخل، وتقيم مع غيرها من الدول العلاقات الخارجية التي تؤمن لها مصالحها في الداخل والخارج.
والدول تتوزع في العمل السياسي بين دولٍ لا تحمل مبدأ معينًا، ودول ذات مبدأ تعتنقه، وتحاول أن تحمله إلى غيرها من الدول الأخرى. فأما الدولة التي لا تحمل مبدأً معينًا، فإنها تجعل المصلحة المادية وحدها هي العامل المؤثر في علاقاتها الدولية، وبذلك فإنَّ الأفكار لديها تكون مختلفة، متباينة، وتكون عندها القابلية للتغيير دائمًا، ومثالها اليابان. فهذه الدولة ينطبق عليها البحث الذي يتناول الخطط والأساليب، ولا ينطبق عليها البحث الذي يتناول المبدأ، أي الفكرة والطريقة السياسيتين.. وأما الدولة التي تعتنق مبدأً معينًا، وتحمله للعالم، كأميركا وروسيا، فإنها تجعل المبدأ عاملًا مؤثرًا في علاقاتها الدولية، وتجعل المصلحة التي يعينها المبدأ عاملًا مساعدًا في تلك العلاقات. لذلك كان لزامًا، في العمل السياسي، أن تُعرف الأفكار التي تعتنقها الدولة: أي هل هي دولة ذات مبدأ، أم أنها دولة لا تعتنق أي مبدأ؟ وحينئذٍ تعرف العوامل التي تؤثر في علاقاتها الدولية.
وبما أن المبدأ هو الذي يؤثر في الدولة التي تعتنقه، كما يؤثر في العلاقات الدولية، وفي الموقف الدولي، كان لزامًا أن تُعرَف المبادئُ التي تسود العالم في الوقت الحاضر، وأن يُعْرَفَ مبلغ تأثير كل واحد منها في السياسة الدولية، في المستقبل، فتُفْهم حيئذٍ العلاقات الدولية في ضوء هذه المبادئ، ومدى تأثيرها في الحاضر والمستقبل.
وعلى هذا الأساس من الفهم، فإنّ هذا الكتاب يُعَرّفُ «السياسيةَ» من جميع وجوهها، وبمفهومها الإِسلامي الأصيل، المخالف لما يفهمه الناس اليوم من معناها، وهو يسلِّط أضواءً ساطعة على الموقفِ الدولي حتى يَتَمَكّنَ كُلّ فردٍ من رؤيتهِ على حقيقته.
كما أن هذا الكتاب يدعو المخلصين من هذه الأمة ليعملوا على أساسِ الكفاحِ السياسي:
أولًا، لأن العمل السياسي القائم على أساس المبدأ الحق هو الذي يحقق وعيًا للأمة، بحيث يطلعها على حقيقة كل دولة، وفي الوقت نفسه يريها حقيقة واقعها.
ثانيًا، لأنه يجعلها كتلة واحدة تمضي، لِتَشُقّ طريقَها وتحتلّ مركزَها اللائق بين الدول على أساس فهمٍ ودرايةٍ.
ثالثًا، ولأنه أخيرًا يجعلها تسعى لكي تطبق مبدأها الذي تعتقده في الداخل، وتحمله إلى الناس في الخارج كون هذا المبدأ هو الحل الوحيد لجميع الأزمات القائمة في العالمِ، وهو الذي يكفل في الوقت نفسه، الرفاهية للناس جميعًا.

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢