نبذة عن حياة الكاتب
خَاتَمُ النَّبييِّن مُحَمَّد (ص) - الجزء الثاني

الأساليب الناجحة
ـ توطئة ـ
نجاح الأسلوب الحربي
لقد حقق الأسلوبُ الحربيُّ الذي اعتمد فيه المسلمون على عنصر مباغتة العدو، ومفاجأته على حين غفلة منه، أغراضه بنجاح.. إذ ما كادت السنة السادسة للهجرة تقارب نهايتها، حتى كانت قبائل العرب قد أقرت - ولو ضمناً - بهيبة المسلمين وبأسهم، بل وباتت تخشى القوة التي صاروا عليها... وهذا ما كان يجب أن يهيّئ لحياة استقرار من شأنها أن تقوم على علاقة حسن الجوار، وعلى نبذ الثارات ودفن الحزازات تمكيناً للعيش في أمن وسلام.
إلاَّ أنه على الرغم من قناعة قبائل العرب، بل وقناعة اليهود، بأنَّ الإِسلام قد ثبَّت سلطانه في المدينة بلا منازع، فإنهم أبوْا الاعتراف به كأحد أديان شبه الجزيرة، أو الإقرار لأتباعه بما لأتباع الأديان والمعتقدات الأخرى من حقوق، كما هو الحال مثلاً في حق المسلمين بزيارة المسجد الحرام، والحجّ والعمرة، وإقامة المناسك والشعائر الدينية في عرفات، ومنى، وغير ذلك من الحقوق التي يمارسها المشركون أنفسهم في المواسم..
وإذا كانت السنواتُ الستُّ التي انقضت منذ هجرة رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مكة قد تلاحقت مليئة بالحروب والمعارك، فإنَّ ذلك بنظر المسلمين لا يجوز أن يَدوم إلى ما لا نهاية، بل يجب أن يحلَّ اليوم الذي يدرك فيه أهلُ الجزيرة أن رسول الإسلام ما جاء داعيةَ حرب أو قتال، ولا صاحِبَ تفرقة أو فتنة بين الناس، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد بُعِثَ هادياً ليخلّص الناس من أدران الوثنية، وينتشلها من موبقات الجاهلية. وقد آن لقريشٍ ولليهود - وهما بالذات قبل غيرهما - الانصياعُ لنداء العقل، والكفُّ عن محاربة الإِسلام، بل وأن يدرك أسيادهما خطل عنادهم وبعدهم عن الحق، لا سيما وأن السنوات الأخيرة قد أثبتت أن الإِسلام كلما تقدمت به الأيام، علا شأنه، وازداد انتشاره، فَلِمَ إذن البقاء على معاداته، دونما تفكير في سلامٍ يؤمِّن مصالح أهل الجزيرة أجمعين، وهذه هي نقطة المحور التي يجب أن يضعها الجميع نصب أعينهم.. إلاَّ أنَّ هذا الأمر كان أبعدَ شيءٍ عن إدراك أعداء الاسلام، كما يبدو، لأنهم لم يفكروا يوماً في أية مهادنة، أو إقامة علاقة سلام مع المسلمين، لأن الظن الذي كان يغلب عليهم هو أنهم ما يزالون قادرين على محاربتهم والنيل منهم.. إلاَّ أن نبيَّ الإِسلام - وقد وصل إلى المراحل التي وصل - كان يريد مثلَ هذا السِّلم. وما كان تفكيره منذ جلاء الأحزاب عن المدينة إلاَّ منصبّاً على هذه الناحية.. ولكن إلى من يتوجَّه في طرح الصلح وإقامة الهدنة ولو إلى حين من الزمن، حتى تنجلي الحقائق وتستوي الأمور؟! فهل يعرض الأمر على بني يهود في خيبر، وهم يصرّون على الاعتقاد بأن ما يتمتعون به من قوةٍ كفيلٌ بأن يحقِّق لهم القضاء على «محمد» وعلى دينه مهما طال بهم الأمر؟! لا، إنه أمر لن يجديَ نفعاً.. ولكن ماذا عن قريش؟ فقد يمكن إقناعها بإقامة صلح مع المسلمين.. وهنا أيضاً المشكلة: إذ ما السبيلُ إلى إقناع هؤلاء المشركين بضرورة إقامة حوار معهم للوصول إلى صيغة تفاهم معينة تقنعهم بأن يعترفوا بغيرهم؟!..

مقدمة الكتاب
القسمُ الأوّل
القِسم الثاني
القِسم الثالِث
القسم الرابع
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢
الإسلام وثقافة الإنسان
الطبعة: الطبعة التاسعة
المؤلف: سميح عاطف الزين
عدد الصفحات: ٨١٦
تاريخ النشر: ٢٠٠٢